الصفحات

اكتشاف آثار فريدة في صيدا تأخذك برحلة عبر الزمن!

اكتشاف آثار فريدة في صيدا تأخذك برحلة عبر الزمن!

      






.لمصدر: "النهار" - صيدا
رحلة رائعة عبر الزمن، نحو خمسة آلاف سنة من الاكتشافات ظهرت في قطعة فريدة عثر عليها في صيدا. تمثال لكاهن طوله 115 سنتيمتراً ويعود تاريخه الى القرن السادس قبل الميلاد. لم يعثر على تماثيل مماثلة في لبنان منذ بداية ستينات القرن الماضي، وليس هناك سوى ثلاثة نماذج اخرى مصدرها صيدا وام العمد وصور، وهي موجودة في متحف بيروت الوطني.
والتمثال هو لرجل يقف وظهره الى عامود طويل مرتديا إزاراً ذا ثنيات (شينتي) يتدلى من وسطه حزام ضيق يمتد من الخصر الى الحاشية وينتهي بنقش لثعبانين متضادين (اورائي). ذراعه اليسرى تتدلى على طول جسمه وتنتهي بقبضة تمسك بجسم اسطواني، يرجح ان تكون لفيفة ورقية او منديلا. وهذه التفاصيل المستوحاة من الفن المصري يمكن رؤيتها في تماثيل معروضة في المعابد الفينيقية في قبرص كجزء من اطار ديني فينيقي اوسع
تكشف المسؤولة عن بعثة التنقيب التابعة للمتحف البريطاني والمشرفة على اعمال التنقيب وصيانة المكتشفات الاثرية في موقع الفرير في صيدا كلود سرحال ضومط أن عمليات التنقيب هذه السنة جرى توسيعها وتمديدها بشكل استثنائي لفترة ستة اشهر بدأت في كانون الثاني تحضيراً لبناء متحف في الموقع، سيكون الاول من نوعه في الشرق الاوسط. وأشارت ضومط الى أنه "ليس هناك شك في ان هذه القطعة النادرة ستحتل مكانا محوريا في المتحف المزمع الذي سيستضيف ما يزيد عن 1200 قطعة اثرية في طبقته الاولى. وسيسمح للزوار بالنزول الى الموقع نفسه للتمتع بمشاهدة الاطلال، وان يروا بأنفسهم كيف حفظت التنقيبات تحت المتحف". وأكدت أن هذا المتحف سيكون بمثابة رحلة رائعة عبر الزمن ستغطي نحو خمسة آلاف سنة من الاكتشافات تبدأ من نهاية الالفية الرابعة قبل الميلاد وتنتهي بصيدا القرون الوسطى.
لم تنته قصة التمثال. فبعد اهماله في القرن الثاني بعد الميلاد، اعاد الرومان استخدامه ووضعوه تحت سقيفة رخامية جميلة ليقفلوا به مصرفا مائيا ثنائي الجدار. وهكذا عثر عليه المنقبون مقلوبا على وجهه. واضافة الى ذلك تظهر مجموعات مختلفة من صفين متوازيين من خمسة ثقوب محفورة في حجر الرملة، واستخدم الرومان ايضا ظهر التمثال في لعبة "المنقلة"، وهي كلمة مأخوذة من الكلمة العربية "نقل".
وشملت الاكتشافات المهمة الاخرى ثلاث غرف اضافية في مبنى عام من الالفية الثالثة كان يعتقد انه يضم عشر غرف فقط. واستخرجت من الارض ايضا اكوام عدة من المحاصيل المحفوظة الى حد ما. كما عثر على مخزون من 200 كيلوغرام من قمح بري مشوي يدعى "اينكورن" (كلمة المانية تعني "وحيد الحبة") في غرفة للمؤونة مبنية من الطين. ويتوافق هذا مع اكتشافات سابقة لمخزونات كبيرة اخرى من القمح المدجن مثل قمح "ايمر" (اي "ثنائي الحبة")، والشعير المشوي. وهناك اكتشاف مهم آخر هو البقول المفضل في صيدا، أي الفول الذي عثر على 160 كيلوغراما منه. لكن حبوبه كانت اصغر بشكل لافت من الفول في ايامنا هذه. وعثر ايضا على رفات 20 بالغاً وطفلاً دفنوا في قبور مبنية، وعلى جرار دفن فيها اطفال واولاد تعود الى الالفية الثانية قبل الميلاد. وخلال هذه الفترة كانت طقوس الدفن تشكل نشاطاً اجتماعياً مهماً وتشمل توزيع الطعام والأكل الى جانب المدفن تكريما للميت.
وقد أمكن بدء مشروع المتحف وتمديد عمليات التنقيب بفضل جهود "الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية" والرئيس فؤاد السنيورة. ولا تزال "شركة الاسمنت الوطنية - ترابة السبع" و"مؤسسة الحريري" تموّلان عمل فريق علماء الآثار الاساسي الذي ضم جهوده الى الفريق الاوسع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق