مشروع المتحف التاريخي في مدينة صيدا
تستقر مدينة صيدا أرضاً وبحراً على كنز لا يثمّن من الآثار والمواقع التاريخية التي تسجل وقائع الحضارات والشعوب التي مرت على لبنان، وها هي المكتشفات التي تظهرها بعثة المتحف البريطاني في مدينة صيدا والتي تعود إلى 4000 سنة ما قبل الميلاد تضيء على فترة زمنية تعتبر الأقدم في تاريخ المدن اللبنانية الساحلية.
وبناء على ذلك، فقد برزت الحاجة لإنشاء متحف في وسط مدينة صيدا ليضم هذه الموجودات التاريخية ويحفظ قيمتها. ومن المقرر لهذا المشروع الهامّ والحضاري أن يساهم وبشكل كبير في تحريك اقتصاد مدينة صيدا بفضل موقعه المميز المطل على موقع الحفريات التي تشرف عليها بعثة المتحف البريطاني، ولأنه سيمثل معلماً أساسياً يضم مقتنيات المدينة الأثرية وموجوداتها التاريخية كافة، بما يبرز خصوصياتها وميزاتها ويساهم في حفظ ذاكرتها ويجعل منها جاذباً ومقصداً لكافة اللبنانيين والإخوة العرب والأجانب وهو الأمر الذي سيسهم في تعزيز الحركة والنشاط الاقتصادي في المدينة.
لقد سعى دولة الرئيس فؤاد السنيورة لإقامة هذين المتحفين التاريخيين في كل من مدينة بيروت ومدينة صيدا وتأمين التمويل اللازم لهذين المشروعين الحضاريين الكبيرين، في نطاق سعيه الجاد والدائم لتعزيز صورة لبنان الثقافية والحضارية، وإحياء دوره كمحور للثقافة المتبادلة بين اللبنانيين وبين العرب والعالم.
واستجابةً لمساعي دولة الرئيس السنيورة ولتعزيز المشاريع الثقافية في لبنان، فقد بادر الصندوق الكويتي وبتوجيهات كريمة من صاحب السموّ أمير البلاد ودعم من رئيس الوزراء صاحب السموّ الشيخ ناصر المحمد الجابر الصباح إلى تغطية معظم أكلاف إنشاء المتحف التاريخي في مدينة صيدا وبهبة مقدارها 4 مليون دولار أميركي، علماً أن الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبمساع من دولة الرئيس السنيورة مع معالي الأستاذ عبد اللطيف الحمد سيسهم أيضاً بجزء من كلفة تنفيذ متحف صيدا بقيمة 850 ألف دولار أميركي.
هذا وقد تم وضع حجر الأساس لإنشاء المتحف في مدينة صيدا في احتفال أقيم بتاريخ 27 حزيران 2009 برعاية دولة الرئيس فؤاد السنيورة وحضوره وإلى جانبه النائب بهية الحريري ووزير الثقافة تمام سلام والوزير د.خالد قباني، وممثل السفير الكويتي القائم بأعمال السفارة طارق الحمد ومدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبد الوهاب البدر، والعمل جارٍ الآن على وضع الدراسات، والإعداد للتنفيذ.
إلى جانب هذه المشاريع الهامة والأساسية، فقد عمل الرئيس السنيورة على إطلاق مروحة من الجهود والمساعي من أجل الحصول على هبات ومنح من أجل بناء عدد من المنشآت والمراكز الثقافية والاجتماعية ومشاريع البنى التحتية الهامة والأساسية وذلك أساساً بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق